ما هو النقل المستدام؟
النقل هو من الجوانب الحيوي لتعزيز الترابط والتجارة والنمو الاقتصادي والعمالة. ومع ذلك، يُعد النقل كذلك مصدرًا مهمًا لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وحل هذه المفاضلات هو مسألة ضرورية لجعل النقل المستدام واقع معاش بتحقيق التنمية المستدامة.
وعرّف الفريق الاستشاري الرفيع المستوى التابع للأمين العام، في تقريره لعام 2016، النقل المستدام بأنه ❞إتاحة الخدمات والهياكل الأساسية لتنقل الأشخاص والبضائع —ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنفعة الأجيال الحالية والمقبلة— بصورة مأمونة وزهيدة الكلفة وميسورة وفعالة ومرنة، مع تقليل الكربون والانبعاثات الأخرى والتأثيرات البيئية❝ .
ولذلك، فالنقل المستدام ليس غاية في حد ذاته، وإنما وسيلة لتحقيق التنمية المستدامة.
النقل المستدام، والتنمية المستدامة
يُعد النقل المستدام —بأهدافه المتمثلة في الوصول الشامل، وتعزيز السلامة، وتقليل الآثار البيئية والمناخية، وتحسين المرونة، وزيادة الكفاءة— أمرًا أساسيًا للتنمية المستدامة.
وبصرف النظر عن إتاحة الخدمات والهياكل الأساسية لتنقل الأشخاص والسلع، فإن النقل المستدام هو معجل شامل يمكن به تسريع التقدم المُحرز نحو أهداف حاسمة أخرى ، مثل القضاء على الفقر بجميع أبعاده، والحد من غياب المساواة، وتمكين المرأة، و مكافحة تغير المناخ.
تعرفوا بتفصيل أوفى بشأن النقل المستدام والتنمية المستدامة في هذا التقرير المشترك بين الوكالات.
دليلكم للعمل المناخي: النقل
الاختيارات التي نتخذها بشأن كيفية الانتقال من مكان إلى آخر —بالسيارات وبالطائرات وبركوب العبارات أو بالدرجات الهوائية أو بالركض السريع أو النقل العام، وسواء كان ذلك للعمل أو للمتعة— يمكن أن يكون لها تأثير كبير في انبعاثات الكربون. ويمكن أن يساعدنا اتخاذ خيارات مستنيرة في أسلوب الحياة عندما يتعلق الأمر بالنقل في تقليل انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء، وهو أمر مفيد للجميع!
معلومات أساسية
إقراراً بالدور الهام الذي تؤديه أنظمة النقل المأمونة والزهيدة الكلفة والمتاحة والمستدامة للجميع في دعم النمو الاقتصادي المستدام وتحسين الرفاه الاجتماعي للناس ولتعزيز التعاون الدولي والتجارة بين البلدان، قررت الجمعية العامة إعلان 26 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه اليوم العالمي للنقل المستدام.
كما أشارت كذلك إلى أهمية التعاون في تعزيز ربط شبكات النقل من خلال نظام نقل متكامل ومتعدد الوسائط من خلال تطوير مشاريع الهياكل الأساسية الجيدة النوعية والموثوقة والمستدامة والقادرة على الصمود، وتبادل أفضل الممارسات لتحسين الطرق السريعة والطرق والشوارع والسكك الحديدية والممرات المائية والمسالك الهوائية والمناطق المترابطة. وبتشجيع منشآت وعمليات الهياكل الأساسية للنقل لتقليل استهلاك الطاقة والأراضي والموارد الأخرى؛ وتوليد قدر أقل من انبعاثات غازات الدفيئة والمواد المستنفدة لطبقة الأوزون والملوثات الأخرى، وكفالة تحقيق أثر اجتماعي إيجابي.
ودعت الجمعية أصحاب المصلحة إلى الاحتفال بهذا اليوم بتثقيف الجمهور وعقد مناسبات تهدف إلى تعزيز معرفة الجمهور بقضايا النقل المستدام، ولا سيما تعزيز ربط النقل المتعدد الوسائط، وتعزيز النقل الصديق للبيئة، وتطوير الهياكل الأساسية للنقل الشامل اجتماعياً، والجوانب الأخرى لاستدامة النقل.
رسالة الأمين العام
يذكرنا هذا اليوم العالمي الأول للنقل المستدام بأن السبيل إلى تحقيق مستقبل أفضل يرتهن بإقامة نظم نقل أكثر نظافة ومراعاة للبيئة.
فالنقل بالنسبة إلى العالم هو بمثابة نظام الدورة الدموية بالنسبة إلى الإنسان، حيث يكفل نقل الأشخاص والسلع عبر البلدان وحول العالم، ويسهم في إيجاد فرص العمل، ويدعم الرخاء.
غير أنه يسهم أيضا في تفاقم الاضطراب المناخي.
فالربع تقريبا من جميع انبعاثات غازات الدفيئة ناجم عن قطاع النقل. وتبلغ نسبة الوقود الأحفوري في الطاقة المستخدمة في النقل الآلي برا وبحرا وجوا 91 في المائة.
وذلك يجعل هذا القطاع من أعوص القطاعات التي يمكن تخليصها من استعمال الكربون.
ولكنني مقتنع بأن البشرية قادرة على مجابهة تحدي الإقلاع عن إدمان الوقود الأحفوري الذي يدمر المناخ وإنشاء نظم مرنة وفعالة وخفيضة الكربون للنقل المعتمد على مصادر الطاقة المتجددة المبتكرة.
وسيكون في مقدورنا أن نقود ركب مجتمعاتنا صوب مسار أكثر نظافة واستدامة لصالح الإنسان والكوكب باستخدام المركبات العاملة بالطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية، واعتماد مصادر الطاقة المتجددة في وقود الطائرات، وضخ استثمارات كبرى في نظم النقل العمومي المراعي للاعتبارات البيئية، واتخاذ تدابير من قبيل تسعير الكربون والإعانات المخصصة للوقود الخفيض الكربون.
فلنشمر على سواعد الجد إذ لم يعد هنالك مجال لإضاعة الوقت.