الاقتصادات الحضرية المرنة: المدن بوصفها دوافع للنمو والانتعاش
يهدف اليوم العالمي للموئل لهذا العام إلى جمع مختلف أصحاب المصلحة في ما يتصل بالمدن لمناقشة السبل التي يمكن بها إعداد المدن للإنتعاش في أعقاب الصدمات الاقتصادية السلبية المتقاطعة العالمية الناجمة عن كورونا والصراعات من خلال:
- النظر في الأبعاد المختلفة للتباطؤ الاقتصادي الذي تشهده المدن حاليًا وتحديد الإجراءات التي يمكن العمل عليها لتعزيز الإنتعاش الاقتصادي.
- تبادل الخبرات بين المدن المختلفة بشأن كيفية تجهيزاتها لمواجهة ضغوط التضخم وغيرها من الظروف المالية العالمية الصعبة.
لم يفتئ عام 2023 أن يكون عامًا مليئًا بالتحديات للاقتصادات الحضرية بوجه خاص. حيث ينخفض نمو الاقتصاد العالمي إلى حوالي 2.5%، وباستثناء ضعف النمو في أثناء أزمة كورونا الأولية في عام 2020 والأزمة المالية العالمية في عام 2009، فإن هذا هو أضعف نمو منذ عام 2001.
ونظراً لحجم مساهمة المدن في الاقتصاد الوطني، فإن مستقبل عديد البلدان ستحدده إنتاجية مناطقها الحضرية. والمدن هي المحركات التي تحدد القيمة التي تعزز الإنتعاش الاقتصادي.
ولكي يكون هذا النمو الاقتصادي والإنتعاش مستدامين، نحتاج إلى مدن قادرة على استيعاب الصدمات الاقتصادية المستقبلية والإنتعاش منها والاستعداد لها، كما أشارت إلى ذلك منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هذا العام. ومن الأهمية بمكان أن يُجمع كل ذلك ضمن إطار الإنتعاش الأخضر الذي يسعى إلى توسيع نطاق الاستثمارات الخاصة والعامة لتمويل التحول إلى اقتصاد محايد مُناخيا في عالم ما بعد كورونا.
لقد شرعت المدن في كافة أنحاء العالم بالفعل في هذه السبيل بتنفيذ نماذج مختلفة. ويعتقد موئل الأمم المتحدة، بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، بالقدرة على إضفاء الطابع المحلي على هذه النماذج وتوسيع نطاقها بالشراكة العالمية للاستثمار المحلي، بحيث تُتبادل الخبرات لبناء إطار تمويل محلي للمدن والمجتمعات، وبما يساعد في توزيع التمويل الحالي حيث يمكن أن يحقق أكبر الأثر.
وفي ظل الوضع الاقتصادي السائد، تواجه الحكومات المحلية صعوبات متزايدة في الحصول على مزيد من الموارد الخارجية لتمويل تنميتها، حيث يدمج إطار التمويل المحلي ثلاثة حلول رئيسة لتسهيل هذا الوصول:
- تسهيلات الاستثمار في المدن
- مرفق الضمان المشترك بين موئل الأمم المتحدة وصندوق الأمم المتحدة للمشاريع الإنتاجية من أجل مدن مستدامة
- التحليل السريع لإيرادات المصادر الخاصة
جائزة الشرف لعام 2023
دشن موئل الأمم المتحدة —وهو الوكالة الأممية المعنية بالتركيز على التحضر المستدام— بدء تقديم الترشيحات لجائزة الشرف المرموقة لعام 2023. وفُتح باب الترشيحات في المدة من 20 آذار/مارس إلى 20 حزيران/يونيه 2023. وتُمنح جائزة الشرف —التي دشنها موئل الأمم المتحدة في عام 1989— للأفراد والمؤسسات ممن قدموا مساهمات بارزة في التنمية الحضرية، بما في ذلك تحسين نوعية الحياة الحضرية للجميع وتوفير الخدمات الملائمة، بما في ذلك السكن اليسير وبكلفة معقولة. وسيحصل الفائزون على جوائزهم في الاحتفال العالمي باليوم العالمي للموئل في 2 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
معلومات أساسية
التعيين
عينت الأمم المتحدة يوم الأثنين الأول من شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام يوما عالميا للموئل. ويراد من الفكرة عكس حالة بلداتنا ومدننا، وحق الجميع في مأوى ملائم. كما أنها تهدف إلى تذكير العالم بمسؤوليته الجماعية من أجل مستقبل الموئل البشري.
التاريخ
تم الاحتفال باليوم العالمي للموئل للمرة الأولى في عام 1986، وكان موضوع الاحتفال "حقي في المأوى"؛ وقد استضافت مدينة نيروبي الاحتفال في ذاك العام. وشملت الاحتفالات السابقة مواضيع اخرى مثل: "توفير المأوى للمشردين" (1987، نيويورك)، "المأوى والتحضر" (1990، لندن)، "مدن المستقبل" (1997، بون)، "مدن أكثر أمنا" (1998، دبي)؛ "المرأة في الحكم الحضري" (2000، جامايكا)، "مدن بدون أحياء فقيرة" (2001، فوكوكا)، "المياه والصرف الصحي للمدن" (2003، ريو دي جانيرو)، و"تخطيطنا الحضري في المستقبل" (2009، واشنطن العاصمة)
جائزة لفافة الشرف الفخرية
دشن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية جائزة لفافة الشرف الفخرية في عام 1989، وتُعد هذه الجائزة حاليا أهم جائزة في مجال المستوطنات البشرية في العالم. وتهدف الجائزة الى تكريم المبادرات التي ساهمت بشكل بارز في مختلف المجالات مثل توفير المأوى وتسليط الضوء على محنة المشردين والمواقف القيادية في اعادة الإعمار بعد النزاعات وتطوير وتحسين المستوطنات البشرية ونوعية الحياة في المناطق الحضرية. وتُقدم هذه الجائزة، التي هي لوحة محفور عليها إسم الفائز، في أثناء الاحتفال العالمي باليوم العالمي للموئل
العمل المحلي أمر حيوي، والتعاون العالمي أمر لا غنى عنه. […] دعونا نتعهد ببناء مستوطنات بشرية شاملة وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة لجميع الناس في كل مكان.