انتقل إلى المحتوى

تبديل الرزم: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إنقاذ مصادر 3 ووسم 0 كميتة.) #IABot (v2.0.9.2
 
(15 مراجعة متوسطة بواسطة 6 مستخدمين غير معروضة)
سطر 1: سطر 1:
{{شريط جانبي إرسال متعدد}}
{{شريط جانبي إرسال متعدد}}
'''تبديل الرزم''' أو '''تبديل الحزم''' {{إنج|Packet Switching}} هي طريقة [[نقل البيانات|لنقل البيانات]] المُرسلة عبر [[شبكة حاسوب|شبكة رقميّة]] على شكل [[رزمة بيانات|رزم بيانات]] يتكوّن كل منها من [[ترويسة (حوسبة)|ترويسة]] و[[حمولة (حوسبة)|حمولة]]، تُستخدم المعلومات الموجودة في الترويسة من قبل عتاد الشبكة [[توجيه (توضيح)|لتوجيه الرزمة]] إلى وجهتها حيث يتم استخلاص الحمولة واستخدامها من قبل [[برمجيات تطبيقية|التطبيقات البرمجيّة]]. يُسيطر هذا المفهوم على نقل البيانات في شبكات الحاسب على مستوى العالم.
'''تبديل الرزم'''<ref>{{استشهاد بويكي بيانات|Q111284802|ص=350}}</ref> أو '''تبديل الحزم''' {{إنج|Packet Switching}} هي طريقة [[نقل البيانات|لنقل البيانات]] المُرسلة عبر [[شبكة حاسوب|شبكة رقميّة]] على شكل [[رزمة بيانات|رزم بيانات]] يتكوّن كل منها من [[ترويسة (حوسبة)|ترويسة]] و[[حمولة (حوسبة)|حمولة]]، تُستخدم المعلومات الموجودة في الترويسة من قبل عتاد الشبكة [[توجيه (توضيح)|لتوجيه الرزمة]] إلى وجهتها حيث يتم استخلاص الحمولة واستخدامها من قبل [[برمجيات تطبيقية|التطبيقات البرمجيّة]]. يُسيطر هذا المفهوم على نقل البيانات في شبكات الحاسب على مستوى العالم.


في مطلع الستينيات من القرن العشرين، طوّر عالم الحاسوب الأميركي [[بول باران]] مفهوماً جديداً يصف إمكانية نقل البيانات على شكل كتل موزّعة ذات أحجام متغيرة، بطريقة تُمكّن من توجيه هذه الكتل نحو وجهتها بهامش من مقبول من الخطأ، وكان هذا جزءاً من دراسة بحثية مُمولة من قبل [[وزارة الدفاع (الولايات المتحدة)|وزارة الدفاع]] في [[مؤسسة راند]].<ref name = "Book-1">{{استشهاد بكتاب
في مطلع الستينيات من القرن العشرين، طوّر عالم الحاسوب الأميركي [[بول باران]] مفهوماً جديداً يصف إمكانية نقل البيانات على شكل كتل موزّعة ذات أحجام متغيرة، بطريقة تُمكّن من توجيه هذه الكتل نحو وجهتها بهامش من مقبول من الخطأ، وكان هذا جزءاً من دراسة بحثية مُمولة من قبل [[وزارة الدفاع (الولايات المتحدة)|وزارة الدفاع]] في [[مؤسسة راند]].<ref name = "Book-1">{{استشهاد بكتاب
|مؤلف-الأخير1 = Baran
|مؤلف1-الأخير = Baran
|مؤلف-الأول1 = Paul
|مؤلف1-الأول = Paul
|عنوان = On Distributed communications networks: Introductions to Distributed communications networks
|عنوان = On Distributed communications networks: Introductions to Distributed communications networks
|مسار = https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/research_memoranda/2006/RM3420.pdf
|مسار = https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/research_memoranda/2006/RM3420.pdf
سطر 10: سطر 10:
|ناشر = The Rand corporation
|ناشر = The Rand corporation
|لغة = en
|لغة = en
|تنسيق = PDF
|صيغة = PDF
|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200912090246/https://web.archive.org/web/20170421063227/https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/research_memoranda/2006/RM3420.pdf
|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200912090246/https://web.archive.org/web/20170421063227/https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/research_memoranda/2006/RM3420.pdf
|تاريخ أرشيف = 12 سبتمبر 2020
|تاريخ أرشيف = 12 سبتمبر 2020
|تاريخ الوصول = 5 سبتمبر 2019
|تاريخ الوصول = 5 سبتمبر 2019
|url-status = bot: unknown
|حالة المسار = bot: unknown
}}</ref> ناقض هذا المبدأ المفاهيم المُهيمنة في تلك الحقبة، وأهمها التخصيص المسبق [[عرض نطاق|لعرض النطاق]] الذي كان مدعوماً بشكل أساسي من مطوري أنظمة الاتصالات في شركة [[أنظمة بل]] (Bell System). لم يحصل المبدأ الجديد على الاهتمام من قبل مطوري الشبكات حتى نشر عالم الحاسوب البريطاني [[دونالد ديفيس]] من [[مختبر الفيزياء القومي (الممكلة المتحدة)|مختبر الفيزياء القوميّ]] في [[المملكة المتحدة]] نتائج دراساته بشكل مستقل في العام 1965م.<ref name = "JOU-1">{{استشهاد بدورية محكمة
}}</ref> ناقض هذا المبدأ المفاهيم المُهيمنة في تلك الحقبة، وأهمها التخصيص المسبق [[عرض نطاق|لعرض النطاق]] الذي كان مدعوماً بشكل أساسي من مطوري أنظمة الاتصالات في شركة [[أنظمة بل]] (Bell System). لم يحصل المبدأ الجديد على الاهتمام من قبل مطوري الشبكات حتى نشر عالم الحاسوب البريطاني [[دونالد ديفيس]] من [[مختبر الفيزياء القومي (الممكلة المتحدة)|مختبر الفيزياء القوميّ]] في [[المملكة المتحدة]] نتائج دراساته بشكل مستقل في العام 1965م.<ref name = "JOU-1">{{استشهاد بدورية محكمة
|الأخير = Roberts
|الأخير = Roberts
سطر 26: سطر 26:
|ناشر = IEEE
|ناشر = IEEE
|doi = 10.1109/PROC.1978.11141
|doi = 10.1109/PROC.1978.11141
|issn =
|مسار = http://www.packet.cc/files/ev-packet-sw.html
|مسار = http://www.packet.cc/files/ev-packet-sw.html
|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200404200749/http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache%3Ahttp%3A%2F%2Fwww.packet.cc%2Ffiles%2Fev-packet-sw.html
|مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200404200749/http://webcache.googleusercontent.com/search?q=cache%3Ahttp%3A%2F%2Fwww.packet.cc%2Ffiles%2Fev-packet-sw.html
|تاريخ أرشيف = 4 أبريل 2020
|تاريخ أرشيف = 4 أبريل 2020
|تاريخ الوصول = 19 سبتمبر 2017
|تاريخ الوصول = 19 سبتمبر 2017
|url-status = dead
|حالة المسار = dead
}}</ref>
}}</ref>


سطر 41: سطر 40:
|المجلد= 21
|المجلد= 21
|العدد = 1
|العدد = 1
|سنة= 1999
|شهر= يناير-مارس
|صفحة= 38-44
|صفحة= 38-44
| ناشر = IEEE
| ناشر = IEEE
| doi = 10.1109/85.759368
| doi = 10.1109/85.759368
| issn = 1058-6180
| issn = 1058-6180
|تاريخ=يناير-مارس-1999}}</ref>
}}</ref>


== نظرة عامة ==
== نظرة عامة ==
سطر 60: سطر 57:
|إصدار = الثالثة
|إصدار = الثالثة
|ناشر= Springer
|ناشر= Springer
|الرقم المعياري= 0412122413
|ردمك= 0412122413
|لغة= en
|لغة= en
}}</ref>
}}</ref>
سطر 66: سطر 63:
يُؤمّن تبديل الرزم نقل دفقات من البيانات لكل منها معدل نقل مختلف، على شكل تتابع من الرزم، عبر الشبكة التي تخصص موارداً لعملية النقل مثل [[عرض نطاق|عرض النطاق]] سواء باستخدام التحصيص الآليّ أو أحد تقنيّات [[إرسال متعدد|الإرسال المتعدد]]. أثناء انتقالها عبر الشبكة، تقوم عقد الشبكة كالموجهات والمُبدلات باستقبال وتخزين وتوجيه الرزم، وينتج عن هذا اختلاف في [[معدل الإنتاجية (اتصالات)|مُعدّل الإنتاجية]] و[[كمون (هندسة)|زمن تأخير]] بحسب مواصفات وسط النقل وازدحام حركة المعطيات عبر الشبكة.
يُؤمّن تبديل الرزم نقل دفقات من البيانات لكل منها معدل نقل مختلف، على شكل تتابع من الرزم، عبر الشبكة التي تخصص موارداً لعملية النقل مثل [[عرض نطاق|عرض النطاق]] سواء باستخدام التحصيص الآليّ أو أحد تقنيّات [[إرسال متعدد|الإرسال المتعدد]]. أثناء انتقالها عبر الشبكة، تقوم عقد الشبكة كالموجهات والمُبدلات باستقبال وتخزين وتوجيه الرزم، وينتج عن هذا اختلاف في [[معدل الإنتاجية (اتصالات)|مُعدّل الإنتاجية]] و[[كمون (هندسة)|زمن تأخير]] بحسب مواصفات وسط النقل وازدحام حركة المعطيات عبر الشبكة.


يتناقض مبدأ تبديل الرزم مع مفهوم أساسيّ آخر في الشبكات هو [[تبديل الدارة|تبديل الدارات]]، وفيه يتم تحصيص عرض النظاق في الشبكة بشكل مسبق لكل جلسة اتصال، ويكون لكل منها [[معدل نقل البيانات|معدل بت]] ثابت زمن تأخير محدد بين [[عقدة (شبكات)|العُقد]]. في الشبكات المُفوترة، [[شبكة خلوية|كالشبكات الخليويّة]]، يتمّ تحصل الرسوم عن خدمات تبديل الدرات مقابل حجز الدارة للمُشترك، بغضّ النظر عن كمية الاستهلاك، فعرض النطاق المرافق قد تم تخصيصه للمشترك وحده فقط، ويتمّ تقاضي الرسوم عن ذلك سواء جرى استخدامُه أو لا. أمّا في حالة تبديل الرزم، فتحصيل الرسوم يكون بناء على كميّة [[بيانات|البيانات]] المُرسلة عبر الشبكة، والتي ترسل على شكل رزم أو رسائل.
يتناقض مبدأ تبديل الرزم مع مفهوم أساسيّ آخر في الشبكات هو [[تبديل الدارة|تبديل الدارات]]، وفيه يتم تحصيص عرض النظاق في الشبكة بشكل مسبق لكل جلسة اتصال، ويكون لكل منها [[معدل نقل البتات|معدل بت]] ثابت زمن تأخير محدد بين [[عقدة (شبكات)|العُقد]]. في الشبكات المُفوترة، [[شبكة خليوي|كالشبكات الخليويّة]]، يتمّ تحصل الرسوم عن خدمات تبديل الدرات مقابل حجز الدارة للمُشترك، بغضّ النظر عن كمية الاستهلاك، فعرض النطاق المرافق قد تم تخصيصه للمشترك وحده فقط، ويتمّ تقاضي الرسوم عن ذلك سواء جرى استخدامُه أو لا. أمّا في حالة تبديل الرزم، فتحصيل الرسوم يكون بناء على كميّة [[بيانات|البيانات]] المُرسلة عبر الشبكة، والتي ترسل على شكل رزم أو رسائل.


يمكن تنفيذ تقنية تبديل الرزم مع أو بدون وجود عقد توجيه وسيطيّة (كالموجهات مثلاً). بشكلٍ عام، يتمّ توجيه الرزم بواسطة عقد الشبكة الوسيطية بشكلٍ غير متزامن عن طريق تخزين الرزم بمبدأ [[الأول في الدخول الأول في الخروج]] (FIFO)، ولكن هناك إمكانية لتوجيه الرزم بحسب أولوبة معينة أو تبعاً لسياسات ترتبط [[جودة الخدمة|بجودة الخدمة]] . في حالة [[وسط ناقل|الوسط]] المُشترك، كالراديو أو [[ثيك نت (شبكة)|كشبكة ثيك نت]] مثلاً، يتمّ توصيل الرزم بحسب [[طريقة الوصول المتعدد]] المُستخدمة في الوسط.
يمكن تنفيذ تقنية تبديل الرزم مع أو بدون وجود عقد توجيه وسيطيّة (كالموجهات مثلاً). بشكلٍ عام، يتمّ توجيه الرزم بواسطة عقد الشبكة الوسيطية بشكلٍ غير متزامن عن طريق تخزين الرزم بمبدأ [[الأول في الدخول الأول في الخروج]] (FIFO)، ولكن هناك إمكانية لتوجيه الرزم بحسب أولوبة معينة أو تبعاً لسياسات ترتبط [[جودة الخدمة|بجودة الخدمة]] . في حالة [[وسط ناقل|الوسط]] المُشترك، كالراديو أو [[ثيك نت (شبكة)|كشبكة ثيك نت]] مثلاً، يتمّ توصيل الرزم بحسب [[طريقة الوصول المتعدد]] المُستخدمة في الوسط.
سطر 90: سطر 87:
|سنة=2014
|سنة=2014
|ناشر= Simon & Schuster
|ناشر= Simon & Schuster
|الرقم المعياري= 1467687650
|ردمك= 1467687650
|لغة= en
|لغة= en
}}</ref> أمّا مفهوم إرسال قطع صغيرة من [[بيانات|البيانات]] فقد طُرح لأوّل مرة من قبل [[بول باران]] في [[مؤسسة راند]] بالتوازي ولكن بشكلٍ مُستقل عن عمل مُشابه في [[مختبر الفيزياء القومي]] (NPL) في [[المملكة المتحدة]] بإشراف [[دونالد ديفيس]].<ref name = "Book-3">{{استشهاد بكتاب
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20220428183612/https://archive.org/details/innovatorshowgro0000isaa_p2p3/ | تاريخ أرشيف = 28 أبريل 2022 }}</ref> أمّا مفهوم إرسال قطع صغيرة من [[بيانات|البيانات]] فقد طُرح لأوّل مرة من قبل [[بول باران]] في [[مؤسسة راند]] بالتوازي ولكن بشكلٍ مُستقل عن عمل مُشابه في [[مختبر الفيزياء القومي]] (NPL) في [[المملكة المتحدة]] بإشراف [[دونالد ديفيس]].<ref name = "Book-3">{{استشهاد بكتاب
|مؤلف1= Janet Abbate
|مؤلف1= Janet Abbate
|عنوان= Inventing the Internet
|عنوان= Inventing the Internet
سطر 98: سطر 95:
|سنة=2000
|سنة=2000
|ناشر= The MIT Press
|ناشر= The MIT Press
|الرقم المعياري= 0262511150
|ردمك= 0262511150
|لغة= en
|لغة= en
}}</ref><ref name="Web-3">{{استشهاد ويب
}}</ref><ref name="Web-3">{{استشهاد ويب
سطر 107: سطر 104:
| موقع= National Inventors Hall of Fame
| موقع= National Inventors Hall of Fame
| لغة= en
| لغة= en
| تاريخ الوصول= 10 أوكتوبر 2017| وصلة مكسورة = yes }}</ref><ref name="Web-4">{{استشهاد ويب
| تاريخ الوصول= 10 أوكتوبر 2017|url-status=dead}}</ref><ref name="Web-4">{{استشهاد ويب
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170202055714/http://www.invent.org/honor/inductees/inductee-detail/?IID=316
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20170202055714/http://www.invent.org/honor/inductees/inductee-detail/?IID=316
| تاريخ أرشيف = 2 فبراير 2017
| تاريخ أرشيف = 2 فبراير 2017
سطر 114: سطر 111:
| موقع= National Inventors Hall of Fame
| موقع= National Inventors Hall of Fame
| لغة= en
| لغة= en
| تاريخ الوصول= 10 أوكتوبر 2017| وصلة مكسورة = yes }}</ref>
| تاريخ الوصول= 10 أوكتوبر 2017|url-status=dead}}</ref>


طوّر باران مبدأ تبديل كتل الرسائل المُتكيّفة المُوزّعة خلال أبحاثه في مؤسسة راند التي كونت موجّهة لشبكة اتصالات للقوات الجوية الأميركية قادرة على التجاة من [[حرب نووية]]. عُرض عمله أمام القوات الجويّة في صيغ العام 1961م ضمن التقرير (B-265)، <ref name="Web-2"/> ثُمّ نُشر في العام 1962م ضمن تقرير خاص بمؤسسة راند حمل الرقم (P-2626)،<ref name = "JOU-4">{{استشهاد بدورية محكمة
طوّر باران مبدأ تبديل كتل الرسائل المُتكيّفة المُوزّعة خلال أبحاثه في مؤسسة راند التي كونت موجّهة لشبكة اتصالات للقوات الجوية الأميركية قادرة على التجاة من [[حرب نووية]]. عُرض عمله أمام القوات الجويّة في صيغ العام 1961م ضمن التقرير (B-265)، <ref name="Web-2"/> ثُمّ نُشر في العام 1962م ضمن تقرير خاص بمؤسسة راند حمل الرقم (P-2626)،<ref name = "JOU-4">{{استشهاد بدورية محكمة
سطر 157: سطر 154:
|سنة=2002
|سنة=2002
|ناشر= Princeton University Press,
|ناشر= Princeton University Press,
|الرقم المعياري= 0691090912
|ردمك= 0691090912
|لغة= en
|لغة= en
}}</ref> استمر التطوير حتى دخلت [[شبكة مختبر الفيزياء القومي]] الخدمة في العام 1969م.
}}</ref> استمر التطوير حتى دخلت [[شبكة مختبر الفيزياء القومي]] الخدمة في العام 1969م.


وفي العام التالي اقترح روجر سكانتيلبري (Roger Scantlebury)، وهو أحد أعضاء فريق ديفيس، على [[لورانس روبرتس (عالم)|لورانس روبرتس]] في ندوة مبادئ انظمة التشغيل المُنظمة من قبل [[رابطة مكائن الحوسبة]] (ACM) استخدام هذه التقنية في [[أربانت|شبكة الأربانت]].<ref name = "Book-5">{{استشهاد بكتاب
وفي العام التالي اقترح روجر سكانتيلبري (Roger Scantlebury)، وهو أحد أعضاء فريق ديفيس، على [[لورانس روبرتس (عالم)|لورانس روبرتس]] في ندوة مبادئ انظمة التشغيل المُنظمة من قبل [[جمعية آلات الحوسبة|رابطة مكائن الحوسبة]] (ACM) استخدام هذه التقنية في [[أربانت|شبكة الأربانت]].<ref name = "Book-5">{{استشهاد بكتاب
|مؤلف1= James Gillies, Robert Cailliau
|مؤلف1= James Gillies, Robert Cailliau
|عنوان= How the Web was Born: The Story of the World Wide Web
|عنوان= How the Web was Born: The Story of the World Wide Web
سطر 168: سطر 165:
|سنة=2000
|سنة=2000
|ناشر= Oxford University Press
|ناشر= Oxford University Press
|الرقم المعياري= 0192862073
|ردمك= 0192862073
|لغة= en
|لغة= en
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210308013255/https://archive.org/details/howwebwasbornsto00gill | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2021 }}</ref> ثُمّ، وبالاعتماد على [[نظرية الأرتال]] التي سبق لليونارد كلينورك وضعها وعلى مجموعة من نتائج مُحاكاة لتقنيّة تبديل الرزم في مختبر الفيزياء القومي<ref name = "Book-6">{{استشهاد بكتاب
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20210308013255/https://archive.org/details/howwebwasbornsto00gill | تاريخ أرشيف = 8 مارس 2021 }}</ref> ثُمّ، وبالاعتماد على [[نظرية الأرتال]] التي سبق لليونارد كلينورك وضعها وعلى مجموعة من نتائج مُحاكاة لتقنيّة تبديل الرزم في مختبر الفيزياء القومي<ref name = "Book-6">{{استشهاد بكتاب
سطر 176: سطر 173:
|سنة=2005
|سنة=2005
|ناشر= Fitzroy Dearborn Pub
|ناشر= Fitzroy Dearborn Pub
|الرقم المعياري= 1579584640
|ردمك= 1579584640
|لغة= en
|لغة= en
}}</ref> قام لورانس روبرتس بتمويل من [[داربا|وكالة مشاريع البحوث المتطورة]] ببناء شبكة الأربانت في العام 1969م.
}}</ref> قام لورانس روبرتس بتمويل من [[داربا|وكالة مشاريع البحوث المتطورة]] ببناء شبكة الأربانت في العام 1969م.
سطر 183: سطر 180:
|الأخير = Cerf
|الأخير = Cerf
|الأول = V.
|الأول = V.
|مؤلف-الأخير2 = Kahn
|مؤلف2-الأخير = Kahn
|مؤلف-الأول2 = R.
|مؤلف2-الأول = R.
|صحيفة = IEEE Transactions on Communications
|صحيفة = IEEE Transactions on Communications
|عنوان = A protocol for packet network intercommunication
|عنوان = A protocol for packet network intercommunication
سطر 198: سطر 195:
|تاريخ أرشيف = 31 مارس 2020
|تاريخ أرشيف = 31 مارس 2020
|تاريخ الوصول = 14 أكتوبر 2017
|تاريخ الوصول = 14 أكتوبر 2017
|url-status = dead
|حالة المسار = dead
}}</ref> تمّ تطوير هذا البروتوكول لاحقاً، وفصل وظائفه ليقوم بها بروتوكولين هما [[بروتوكول التحكم بالنقل]] (TCP)<ref name="ietf-2">{{استشهاد ويب
}}</ref> تمّ تطوير هذا البروتوكول لاحقاً، وفصل وظائفه ليقوم بها بروتوكولين هما [[بروتوكول التحكم بالنقل]] (TCP)<ref name="ietf-2">{{استشهاد ويب
| الأخير= Postal
| الأخير= Postal
سطر 207: سطر 204:
| موقع= The Internet Society
| موقع= The Internet Society
| لغة= en
| لغة= en
| تاريخ الوصول= 14 أوكتوبر 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505045142/https://tools.ietf.org/html/rfc793 | تاريخ أرشيف = 05 مايو 2019 }}</ref> و[[آي بي في4|الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت]] (IPv4)<ref name="ietf-1">{{استشهاد ويب
| تاريخ الوصول= 14 أوكتوبر 2017| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190505045142/https://tools.ietf.org/html/rfc793 | تاريخ أرشيف = 05 مايو 2019 }}</ref> و[[بروتوكول الإنترنت (الإصدار الرابع)|الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت]] (IPv4)<ref name="ietf-1">{{استشهاد ويب
| الأخير= Postel
| الأخير= Postel
| الأول= J.
| الأول= J.
سطر 224: سطر 221:
| موقع= THINK Protocols
| موقع= THINK Protocols
| لغة= en
| لغة= en
| وصلة مكسورة = yes }}</ref>
|url-status=dead}}</ref>


== أنماط تقنية تبديل الرزم ==
== أنماط تقنية تبديل الرزم ==
سطر 235: سطر 232:
يسمح نمط تبديل الرزم غير المُهيأ بعد إنهاء إنشاء المسار بتسريع عملية التوجيه من خلال اختصار الزمن اللازم لاتخاذ قرار التوجيه، عوضاً عن البحث في، من خلال الاعتماد على اللوافت (Label)، حيث يتمّ توجيه جميع الرزم التي تنتمي لنفس التدفق، والتي يمكن تميزُها من لافتة خاصّة تحملُها كل رزمة، بحسب نفس قرار التوجيه وتختصر هذه الآليّة اتخاذ قرار التوجيه مُقارنة مع الزمن اللازم لاتخاذ القرار في عند إجراء عملية البحث التقليدية في جداول التوجيه.
يسمح نمط تبديل الرزم غير المُهيأ بعد إنهاء إنشاء المسار بتسريع عملية التوجيه من خلال اختصار الزمن اللازم لاتخاذ قرار التوجيه، عوضاً عن البحث في، من خلال الاعتماد على اللوافت (Label)، حيث يتمّ توجيه جميع الرزم التي تنتمي لنفس التدفق، والتي يمكن تميزُها من لافتة خاصّة تحملُها كل رزمة، بحسب نفس قرار التوجيه وتختصر هذه الآليّة اتخاذ قرار التوجيه مُقارنة مع الزمن اللازم لاتخاذ القرار في عند إجراء عملية البحث التقليدية في جداول التوجيه.


بشكل افتراضي، يتم توجيه رزم بيانات [[آي بي في4|الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت]] (IPv4) بشكل غير مُهيّأ، لذلك يجب أن تحتوي ترويسة الرزمة على كافة معلومات التوجيه. لاحقاً في الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6)،<ref name="ietf-5">{{استشهاد ويب
بشكل افتراضي، يتم توجيه رزم بيانات [[بروتوكول الإنترنت (الإصدار الرابع)|الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت]] (IPv4) بشكل غير مُهيّأ، لذلك يجب أن تحتوي ترويسة الرزمة على كافة معلومات التوجيه. لاحقاً في الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6)،<ref name="ietf-5">{{استشهاد ويب
| الأخير= Deering
| الأخير= Deering
| الأول= S.
| الأول= S.
| مؤلف-الأخير2= Hinden
| مؤلف2-الأخير= Hinden
| مؤلف-الأول2= R.
| مؤلف2-الأول= R.
| تاريخ= يوليو 2017
| تاريخ= يوليو 2017
| مسار= https://tools.ietf.org/html/rfc8200
| مسار= https://tools.ietf.org/html/rfc8200
سطر 252: سطر 249:
| موقع= Cisco Systems Inc.
| موقع= Cisco Systems Inc.
| لغة= en
| لغة= en
| تاريخ الوصول= 29 أوكتوبر 2017| وصلة مكسورة = yes }}</ref> و[[تبديل متعدد البروتوكولات باستخدام المؤشرات التعريفية|التبديل متعدد البروتوكولات باستعمال اللافتة]] (MPLS).<ref name="ietf-1" />
| تاريخ الوصول= 29 أوكتوبر 2017|url-status=dead}}</ref> و[[تبديل عديد البروتوكولات باستخدام المؤشرات التعريفية|التبديل متعدد البروتوكولات باستعمال اللافتة]] (MPLS).<ref name="ietf-1" />


== فوائد توجيه الطرود ==
== فوائد توجيه الطرود ==
سطر 316: سطر 313:
|}
|}
== المراجع ==
== المراجع ==

{{مراجع|2}}
{{مراجع|2}}


<!--- See [[مساعدة:هوامش الصفحات]] on how to create references using <ref></ref> tags which will then appear here automatically -->

Forouzan, Behrouz A., and Sophia Chung Fegan. ''Data Communications and Networking''. New York: McGraw-Hill, 2007.

''Living Internet''. 7 Dec. 2009. <http://www.livinginternet.com>

Stallings, William A. "Data and Computer Communications." Upper Saddle River, New Jersey: Prentice Hall, 1997.

== وصلات خارجية ==
# [https://web.archive.org/web/20200802223750/https://www.livinginternet.com/i/iw_packet.htm تبديل الرزم]، مقالة على موقع (Living Internet).
{{ضبط استنادي}}
{{ضبط استنادي}}
{{اتصالات}}
{{اتصالات}}
{{شريط بوابات|اتصال عن بعد|تقانة|علم الحاسوب|إنترنت|تقنية المعلومات}}
{{شريط بوابات|اتصال عن بعد|تقانة|علم الحاسوب|إنترنت|تقنية المعلومات}}

<!--- Categories --->


[[تصنيف:بروتوكولات الشبكة]]
[[تصنيف:بروتوكولات الشبكة]]

النسخة الحالية 09:32، 29 أبريل 2024

تبديل الرزم[1] أو تبديل الحزم (بالإنجليزية: Packet Switching)‏ هي طريقة لنقل البيانات المُرسلة عبر شبكة رقميّة على شكل رزم بيانات يتكوّن كل منها من ترويسة وحمولة، تُستخدم المعلومات الموجودة في الترويسة من قبل عتاد الشبكة لتوجيه الرزمة إلى وجهتها حيث يتم استخلاص الحمولة واستخدامها من قبل التطبيقات البرمجيّة. يُسيطر هذا المفهوم على نقل البيانات في شبكات الحاسب على مستوى العالم.

في مطلع الستينيات من القرن العشرين، طوّر عالم الحاسوب الأميركي بول باران مفهوماً جديداً يصف إمكانية نقل البيانات على شكل كتل موزّعة ذات أحجام متغيرة، بطريقة تُمكّن من توجيه هذه الكتل نحو وجهتها بهامش من مقبول من الخطأ، وكان هذا جزءاً من دراسة بحثية مُمولة من قبل وزارة الدفاع في مؤسسة راند.[2] ناقض هذا المبدأ المفاهيم المُهيمنة في تلك الحقبة، وأهمها التخصيص المسبق لعرض النطاق الذي كان مدعوماً بشكل أساسي من مطوري أنظمة الاتصالات في شركة أنظمة بل (Bell System). لم يحصل المبدأ الجديد على الاهتمام من قبل مطوري الشبكات حتى نشر عالم الحاسوب البريطاني دونالد ديفيس من مختبر الفيزياء القوميّ في المملكة المتحدة نتائج دراساته بشكل مستقل في العام 1965م.[3]

يُنسب لديفيس تطوير مصطلح تبديل الرزم الذي ألهم مُطوري الشبكات في العقد التالي، ويشمل ذلك تطبيق هذا المبدأ في شبكة الأربانت في الولايات المتحدة.[4]

نظرة عامة[عدل]

صورة متحركة توضّح مبدأ تبديل الرزم، حيث يتمّ توجيه كل رزمة بشكلٍ مُستقلٍ بين المُضيف المصدر والمضيف الهدف.

يُمكن تعريف تبديل الرزم بشكل بسيط بالشكل التالي: هو نقل وتوجيه البيانات باستعمال عناوين الرزم بحيث يتم حجز القناة خلال فترة النقل فقط، لتعود وتصبح مُتاحة لنقل حركة بيانات أخرى بعد انتهائه.[5]

يُؤمّن تبديل الرزم نقل دفقات من البيانات لكل منها معدل نقل مختلف، على شكل تتابع من الرزم، عبر الشبكة التي تخصص موارداً لعملية النقل مثل عرض النطاق سواء باستخدام التحصيص الآليّ أو أحد تقنيّات الإرسال المتعدد. أثناء انتقالها عبر الشبكة، تقوم عقد الشبكة كالموجهات والمُبدلات باستقبال وتخزين وتوجيه الرزم، وينتج عن هذا اختلاف في مُعدّل الإنتاجية وزمن تأخير بحسب مواصفات وسط النقل وازدحام حركة المعطيات عبر الشبكة.

يتناقض مبدأ تبديل الرزم مع مفهوم أساسيّ آخر في الشبكات هو تبديل الدارات، وفيه يتم تحصيص عرض النظاق في الشبكة بشكل مسبق لكل جلسة اتصال، ويكون لكل منها معدل بت ثابت زمن تأخير محدد بين العُقد. في الشبكات المُفوترة، كالشبكات الخليويّة، يتمّ تحصل الرسوم عن خدمات تبديل الدرات مقابل حجز الدارة للمُشترك، بغضّ النظر عن كمية الاستهلاك، فعرض النطاق المرافق قد تم تخصيصه للمشترك وحده فقط، ويتمّ تقاضي الرسوم عن ذلك سواء جرى استخدامُه أو لا. أمّا في حالة تبديل الرزم، فتحصيل الرسوم يكون بناء على كميّة البيانات المُرسلة عبر الشبكة، والتي ترسل على شكل رزم أو رسائل.

يمكن تنفيذ تقنية تبديل الرزم مع أو بدون وجود عقد توجيه وسيطيّة (كالموجهات مثلاً). بشكلٍ عام، يتمّ توجيه الرزم بواسطة عقد الشبكة الوسيطية بشكلٍ غير متزامن عن طريق تخزين الرزم بمبدأ الأول في الدخول الأول في الخروج (FIFO)، ولكن هناك إمكانية لتوجيه الرزم بحسب أولوبة معينة أو تبعاً لسياسات ترتبط بجودة الخدمة . في حالة الوسط المُشترك، كالراديو أو كشبكة ثيك نت مثلاً، يتمّ توصيل الرزم بحسب طريقة الوصول المتعدد المُستخدمة في الوسط.

نبذة تاريخية[عدل]

شبكة الأربانت في العام 1973م
امتداد شبكة سيكلاد في فرنسا أثناء إنشائها.

في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، بدأت القوات الجوية الأمريكية في بناء شبكة متباعدة من أجل النظام الدفاعي لمنظُومة رادار البيئة الأرضية نصف الآلية (the Semi-Automatic Ground Environment SAGE)، المعروفة اختصاراً بالاسم ساج. كان الهدف الأساسي هو البحث عن نظام قادر على النجاة في حال حصول حرب نووية، وبالتالي حرمان الأعداء من ميزة الضربة الاستباقية.[6]

كان ليونارد كلينروك أول من قدّم بحثاً مُتماسكاً عن نظرية الأرتال، ونشر كتاباً بهذا الشأن ذكر فيه مفهوماً جديداً هو تبديل الرسائل الرقميّة، من دون التطرّق لمفهوم رزمة البيانات.[7] أمّا مفهوم إرسال قطع صغيرة من البيانات فقد طُرح لأوّل مرة من قبل بول باران في مؤسسة راند بالتوازي ولكن بشكلٍ مُستقل عن عمل مُشابه في مختبر الفيزياء القومي (NPL) في المملكة المتحدة بإشراف دونالد ديفيس.[8][9][10]

طوّر باران مبدأ تبديل كتل الرسائل المُتكيّفة المُوزّعة خلال أبحاثه في مؤسسة راند التي كونت موجّهة لشبكة اتصالات للقوات الجوية الأميركية قادرة على التجاة من حرب نووية. عُرض عمله أمام القوات الجويّة في صيغ العام 1961م ضمن التقرير (B-265)، [6] ثُمّ نُشر في العام 1962م ضمن تقرير خاص بمؤسسة راند حمل الرقم (P-2626)،[11] وعَرَض هذا التقرير بُنية عامّة لشبكة اتصالات موزّعة تركز على ثلاث محاور أساسية، الأول هو عدم مركزيّة الشبكة وتعدد المسارات، والثاني هو تقسيم رسالة المُستخدم إلى عدد من كتل الرسائل، والثالث هو اعتماد تقنيّة التخزين والتوجيه. لاحقاً نُشر شكلٍ مُعدّل من التقرير في العام 1964م تحت الرقم (RM 3420)،[12] كما نشر كمقالة علميّة مُحكّمة في نفس العام.[13]

في عام 1965، طوّر دونالد ديفيس في مختبر الفيزياء القومي في الممكلكة المتحدة مبدأ مُشابهاً لتوجيه الرسائل، وسمّاه تبديل الرزم، واقترح بناء شبكة داخل المملكة اعتماداً عليه،[14] في العام 1966م حيث أُبلغ ديفيس من قبل وزارة دفاع المملكة المتحدة بعمل باران، ثم اقترح بناء الشبكة داخل مختبر الفيزياء القومي، بعد عدّة تجارب في العام 1967،[15] استمر التطوير حتى دخلت شبكة مختبر الفيزياء القومي الخدمة في العام 1969م.

وفي العام التالي اقترح روجر سكانتيلبري (Roger Scantlebury)، وهو أحد أعضاء فريق ديفيس، على لورانس روبرتس في ندوة مبادئ انظمة التشغيل المُنظمة من قبل رابطة مكائن الحوسبة (ACM) استخدام هذه التقنية في شبكة الأربانت.[16] ثُمّ، وبالاعتماد على نظرية الأرتال التي سبق لليونارد كلينورك وضعها وعلى مجموعة من نتائج مُحاكاة لتقنيّة تبديل الرزم في مختبر الفيزياء القومي[17] قام لورانس روبرتس بتمويل من وكالة مشاريع البحوث المتطورة ببناء شبكة الأربانت في العام 1969م.

في العام 1974م، نشر فينت سيرف وروبرت خان مُحددات بروتوكول جديد يعمل في شبكات تبديل الرزم،[18] تمّ تطوير هذا البروتوكول لاحقاً، وفصل وظائفه ليقوم بها بروتوكولين هما بروتوكول التحكم بالنقل (TCP)[19] والإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت (IPv4)[20] في العام 1981م.

كانت شبكة سيكلاد الفرنسيّة، التي صممها لويس بوزان في العام 1976م، هي أول شبكة تبديل رزم تعمل بمبدأ الطرفين وتنقل مسؤوليّة التوصيل الموثوق للبيانات للمُضيفين بدلاً من كونها خدمة مركزيّة مُقدّمة من الشبكة نفسها.[21]

أنماط تقنية تبديل الرزم[عدل]

يُمكن تصنيف أنماط تقنية تبديل الرزم بحسب نوع الاتصال المُستخدم إلى تبديل الرزم غير المُهيأ، والذي يُسمى أيضاً تبديل حزم البيانات، وإلى تبديل الرزم المُهيأ الذي يعرف باسم تبديل الدارات الافتراضية.

في نمط تبديل الرزم غير المُهيأ، تحتوي رزمة البيانات على كامل معلومات العنونة، ويشكل ذلك عناوين المصدر والوجهة وأرقام المنافذ ويتم توجيه الرزم بشكل منفصل، وقد يُسبب ذلك وجود مسارات متعدد تسلكها الرزم بين نفس المصدر والوجهة، ما قد يؤدي بدوره إلى وصول الرزم بترتيب مغاير للإرسال، ويجب معالجة الرزمة في كل عقدة على المسار. أمّا في نمط تبديل الرزم المُهيأ، فيكون ذلك في مرحلة تسبق تبادل البيانات، تُسمى مرحلة إعداد الاتصال، حيث يُمكن الاتفاق بشكل مسبق على أرقام خاصة مُتتابعة لدفق الرزم لتسهيل ترتيبها في الوجهة وإعادة طلب ما فُقد، ولكن ذلك يؤدي إلى زيادة حجم الترويسة التي تحملها كل رزمة.

يسمح نمط تبديل الرزم غير المُهيأ بعد إنهاء إنشاء المسار بتسريع عملية التوجيه من خلال اختصار الزمن اللازم لاتخاذ قرار التوجيه، عوضاً عن البحث في، من خلال الاعتماد على اللوافت (Label)، حيث يتمّ توجيه جميع الرزم التي تنتمي لنفس التدفق، والتي يمكن تميزُها من لافتة خاصّة تحملُها كل رزمة، بحسب نفس قرار التوجيه وتختصر هذه الآليّة اتخاذ قرار التوجيه مُقارنة مع الزمن اللازم لاتخاذ القرار في عند إجراء عملية البحث التقليدية في جداول التوجيه.

بشكل افتراضي، يتم توجيه رزم بيانات الإصدار الرابع من بروتوكول الإنترنت (IPv4) بشكل غير مُهيّأ، لذلك يجب أن تحتوي ترويسة الرزمة على كافة معلومات التوجيه. لاحقاً في الإصدار السادس من بروتوكول الإنترنت (IPv6)،[22] تمّ إضافة حقل خاص للترويسة هو مُعرف التدفق، بحيث أصبح توجيه الرزم بحسب النمطين مدعوماً. من تقنيّات تبديل الرزم غير المُهيأة تقنيّة سيسكو للتوجيه السريع (CEF)[23] والتبديل متعدد البروتوكولات باستعمال اللافتة (MPLS).[20]

فوائد توجيه الطرود[عدل]

  1. في شبكات تحويل الطرود يمكن أن يتصل جهازان لهما سرعتا نقل معطيات مختلفتان، وذلك لأن كل منهما يتصل بعقدة شبكة مناسبة لسرعته في بنية توجيه الطرود.
  2. عندما تزدحم شبكة تستخدم التحويل عبر الدارة فإنها ترفض إنشاء اتصالات جديدة حتى يخف الازدحام على الشبكة (كما في خط الهاتف حيث نحصل على رنة مميزة للدلالة على رفض المقسم لإنشاء اتصالنا عندما يكون مشغولاً)، بينما ستقبل الشبكة التي تستخدم تحويل الطرود طروداً جديدة رغم أنشغالها ولكن زمن الانتظار سيزداد على الشبكة.
  3. يمكننا توجيه الطرود من استخدام أولويات، فمثلاً يستطيع طرد ذو أولوية عالية أن يتجاوز رتل الانتظار ضمن عقدة الشبكة، ويرسل قبل الطرود الموجودة في الرتل.

استخدام توجيه الطرود في الشبكات[عدل]

يستخدم تحويل الطرود في البروتوكول X.25 وهو بروتوكول من طبقة الشبكة طُوِّر عام 1976 ويحدد واجهة التخاطب بين جهاز شبكي وشبكة تستخدم تقنية توجيه الطرود، يستخدم هذا البروتوكول في ال ISDN، وظل سائداً لفترةٍ طويلة، وقد تميزت الشبكات الواسعة التي اعتمدته بسرعة الاتصالات فيها، ولكن لم يعد بإمكان هذا البروتوكول مواكبة التقنيات الجديدة ذات السرعة العالية.[24]

و يستخدم أيضاً تحويل الطرود في بروتوكول تنقيل الأطر frame relay الذي طور عن البروتوكول X.25 في نهاية الثمانينيات، وهو غير موثوق بعكس ال X.25. ينتشر هذا البروتوكول بكثرة في الشبكات الواسعة، إذ ترسل المعلومات باستخدامه في طرود عبر مسارات محددة مسبقا تعرف باسم الدارات الافتراضية الدائمة[24] (Permanent Virtual Circuits-PVC). أشهر مثال على الشبكات القائمة على تحويل الطرود هو شبكة الإنترنت التي تستخدم الIP مع إحدى بروتوكولات طبقة ربط المعطيات كالـ frame relay.

الفروق بين أنواع التحويل بالطرودوالتحويل عبر الدارة[عدل]

نواحي المقارنة التحويل عبر وحدات المعطيات التوجيه عبر الدارة الافتراضية التوجيه عبر الدارة
حجز الموارد لا يوجد حجز للموارد للطرد ويتم تخديم الطرود بترتيب وصولها للمبّدل first-come, first serve basis تحجز الموارد قبل بدء عملية النقل كما في تبديل الدارة Circuit Switching قبل بدء عملية النقل يجب أن تحجز جميع الموارد التي ستمر عليها الرسالة مثل قناة الاتصال، ذاكرة المُبّدل switch buffer وغيرها وتبقى محجوزة حتى نهاية عملية النقل.
كيفية نقل المعطيات المعطيات المرسلة تقسم إلى طرود ذات حجم ثابت أو متغير. المعطيات المرسلة تقسم إلى طرود ذات حجم ثابت أو متغير. المعطيات المرسلة غير مقطعة إلى أجزاء فالنقل على القناة الفيزيائية يكون بنقل البتات بشكل مستمر دون انقطاع (لكن قد توجد لحظات صمت بدون إرسال).
عنونة المعطيات المرسلة هناك عنونة للمرسل والمستقبل فطرود الرسالة الواحدة قد لا تسلك طريقاً واحداً. تعنون طرود المعطيات ولكن لا تعطى عنوان المستقبل النهائي للطرد بل فقط عنوان العقدة التالية التي ستستقبل هذا الطرد، وهذا العنوان يسمى بالعنوان المحلي Local أو معرّف الدارة الافتراضية Virtual Circuit Identifier لا يوجد عنونة للمعطيات المرسلة لأن ال switches تستطيع توجيه المعطيات على القناة المحجوزة لها. ولكن هناك عنونة فقط في مرحلة ال setup أي حجز موارد الاتصال.
التأخير التأخير ينتج عن انتظار الطرود عند كل مُبّدل switch وبما أن كل طرد قد يسلك طريقاً مختلفاً فزمن التأخير غير ثابت لجميع الطرود. التأخير ليس ثابتاً وهو غالباً أكبر من التأخير في تحويل الطرود. التأخير أثناء النقل أصغري وهو ذو قيمة ثابتة.
التعامل مع ازدحام الشبكة تستمر الشبكة باستقبال الطرود ولكن زمن التأخير delay يزداد. يخبر المرسل بعدم إمكانية إنشاء اتصال. ترفض إنشاء أي اتصال (إشارة خط مشغول)
طريق المعطيات ممكن أن تسلك الطرود مسارات مختلفةً عن بعضها البعض كل الطرود تسلك مساراً واحداً. تسلك المعطيات مساراً واحداً فقط
الخدمات التي تقدمها خدمات غير متزامنة كنقل المعطيات. خدمات غير متزامنة كنقل المعطيات. خدمات متزامنة كنقل الصوت (الهاتف مثلاً)
عرض حزمة قناة النقل ديناميكي ديناميكي ثابت

المراجع[عدل]

  1. ^ ميشيل بكني (2022). ساندرا هانبو (المحرر). بروتوكول الإِنترنت: الإِصداران الرابع والسادس. أورتيز: مطبعة إيسن. ص. 350. DOI:10.6084/M9.FIGSHARE.19326086. ISBN:978-2-9576887-1-5. OCLC:1425075897. OL:36773625W. QID:Q111284802.
  2. ^ Baran, Paul (1964). On Distributed communications networks: Introductions to Distributed communications networks (PDF) (بالإنجليزية). The Rand corporation. Archived from the original on 2020-09-12. Retrieved 2019-09-05.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  3. ^ Roberts، L.G. (نوفمبر 1978). "The evolution of packet switching". Proceedings of the IEEE. IEEE. ج. 66 ع. 11: 1307-1313. DOI:10.1109/PROC.1978.11141. مؤرشف من الأصل في 2020-04-04. اطلع عليه بتاريخ 2017-09-19.
  4. ^ Kirstein، P.T. (يناير-مارس-1999). "Early experiences with the Arpanet and Internet in the United Kingdom". IEEE Annals of the History of Computing. IEEE. ج. 21 ع. 1: 38-44. DOI:10.1109/85.759368. ISSN:1058-6180. {{استشهاد بدورية محكمة}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  5. ^ Martin Weik (1997). Fiber Optics Standard Dictionary (بالإنجليزية) (الثالثة ed.). Springer. p. 718. ISBN:0412122413.
  6. ^ ا ب "Paul Baran Invents Packet Switching". Living Internet (بالإنجليزية). Archived from the original on 2017-09-26. Retrieved 2017-09-30.
  7. ^ Walter Isaacson (2014). The Innovators: How a Group of Inventors, Hackers, Geniuses, and Geeks Created the Digital Revolution (بالإنجليزية). Simon & Schuster. p. 245. ISBN:1467687650. Archived from the original on 2022-04-28.
  8. ^ Janet Abbate (2000). Inventing the Internet (بالإنجليزية). The MIT Press. p. 38. ISBN:0262511150.
  9. ^ "Donald Watts Davies". National Inventors Hall of Fame (بالإنجليزية). Archived from the original on 2 فبراير 2017. Retrieved 10 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help)
  10. ^ "Paul Baran". National Inventors Hall of Fame (بالإنجليزية). Archived from the original on 2 فبراير 2017. Retrieved 10 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help)
  11. ^ Baran، Paul (1962). "P-2626, On Distributed Communications". RAND Corporation. مؤرشف من الأصل في 2019-10-20. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  12. ^ Baran، Paul (1964). "RM-3420-PR, On Distributed Communications". RAND Corporation. مؤرشف من الأصل في 2019-11-21. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  13. ^ Baran، Paul (مارس 1964). "On Distributed Communications Networks". IEEE Transactions on Communications Systems. IEEE. ج. 12 ع. 1: 1-9. DOI:10.1109/TCOM.1964.1088883. ISSN:0096-1965.
  14. ^ "Oral history interview with Donald W. Davies". University of Minnesota (بالإنجليزية). 1986. Archived from the original on 12 يوليو 2017. Retrieved 14 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help)
  15. ^ Fitzroy Dearborn (2002). Technological Innovation and Economic Performance (بالإنجليزية). Princeton University Press,. ISBN:0691090912.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  16. ^ James Gillies, Robert Cailliau (2000). How the Web was Born: The Story of the World Wide Web (بالإنجليزية). Oxford University Press. p. 25. ISBN:0192862073. Archived from the original on 2021-03-08.
  17. ^ Fitzroy Dearborn (2005). Encyclopedia of 20Th-Century Technology (بالإنجليزية). Fitzroy Dearborn Pub. p. 574. ISBN:1579584640.
  18. ^ Cerf، V.؛ Kahn، R. (مايو 1974). "A protocol for packet network intercommunication" (PDF). IEEE Transactions on Communications. IEEE. ج. 22 ع. 5: 637 - 648. DOI:10.1109/TCOM.1974.1092259. ISSN:0090-6778. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-03-31. اطلع عليه بتاريخ 2017-10-14.
  19. ^ Postal, J. (سبتمبر 1981). "RFC 793, Transmission control protocol, DARPA internet program,protocol specification". The Internet Society (بالإنجليزية). Archived from the original on 05 مايو 2019. Retrieved 14 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help)
  20. ^ ا ب Postel, J. (سبتمبر 1981). "RFC 791, Internet Protocol, DARPA Internet Program Protocol Specification". The Internet Society (بالإنجليزية). Archived from the original on 19 مايو 2019. Retrieved 14 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help)
  21. ^ "A Technical History of CYCLADES". THINK Protocols (بالإنجليزية). Archived from the original on 2006-10-06.
  22. ^ Deering, S.; Hinden, R. (يوليو 2017). "RFC 8200, Internet Protocol, Version 6 (IPv6) Specification". The Internet Society (بالإنجليزية). Archived from the original on 21 مارس 2019. Retrieved 29 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help)
  23. ^ "Understanding Cisco Express Forwarding (CEF)". Cisco Systems Inc. (بالإنجليزية). Archived from the original on 26 أوكتوبر 2017. Retrieved 29 أوكتوبر 2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= and |تاريخ أرشيف= (help)
  24. ^ ا ب 2 http://www.4electron.com/phpbb/viewtopic.php?f=55&t=743 نسخة محفوظة 2012-06-18 على موقع واي باك مشين.